زمهـــريـــر الـــودااع.....!!

هناك ما هو أشد قسوة من الحزن ..!
يستوطن تلك الحقائب بـ شــراسة ..!!
يتكور تحت غطاء الفراغ ..!
ويتدثر دخاناً يملأ تجاويفها المنسية ذات عمر ..!!
حقائب مثقلة ببقايا من ذكريات يتيمة المـرسى ..!
وشظايا من احتياجات فقيرة الثرى ..!!
أسمال في كومة علقمية طوقت أشلاء عروقٍ
مبللة بـ زمهرير الوداع ..!
وتَزَلْزُل في ثنايا الحاضـر يلفه خيط من عناقيد الحرمان ..!!
انصهار في وريد التجريح يترنح بـ سكرة الالتواء ..!
ووداع ممزق يشعل سيجارة بـأنفاسه ..!!
لتحرق صفائح صدره وتبتر أوراق تفكيره ..!
ساعة الوداع تقترب ..
تدق عقاربها لتلدغ ماتبقى من إحساس ..!!
غبار على جثث الكلام ..
وزفرات تنطلق من رحم الحروف ..!
وملامح متشردة تئن الذعـر بـ فواجع الغفوة ..!!
تدملت الأشياء وبكت ..
ورحلت أوتاد القلوب القابعة بين مجرات الجراح ..!
جنون الساعة قد راود تلك الحقيبة بكل حقائقها ..!!
الدقائق تزدرد لعابها ..
والثواني تحدق في بقاياها ..!
والدوائر تتداخل عبر أسلاك شائكة تدمي معصم الذكريات ..!!
فيخضبها اللون الأحمر بكل درجاته .. ويتلاشى ..!
تقـف الدنيا محصورة ..
بين خط هروب وخط احتضار ..!!
وتنصت إلى بقايا رجفات الصراخ المتعالية في وجه الوداع ..!
تداعب خـد الوجع بصمت حالك ..
في ظلمة الضجيج ..!!
ويموت الوقت .. وينتشـر الوداع في جهات الإنعزال ..!!